سيكون للناتو العربي، وهو مبادرة أميركية، القدرات على مواجهة التهديدات المحيطة بالخليج العربي والشرق الأوسط. ولكن ما هي العوامل التي تؤخّر تشكيل هكذا تحالف؟
في حال تشكّله، سيتكوّن الناتو العربي من 6 دول خليجية ( المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتّحدة، الكويت، البحرين، عمان وقطر) بالإضاة إلى مصر والأردن.
وقال قائد سلاح الجوي الملكي البحريني اللواء حمد بن عبدالله آل خليفة، ” الناتو العربي هو فكرة أميركية لاقت استحسانا لدى دول الخليج العربي، ولكنها لم تتبلور بعد. أتوقّع أن يكون ناجحا ولكننا لا زلنا في البداية.”
في الشهر الماضي، قال وزير خارجية البحرين خلال حوار مؤتمر المنامة 2018 أن فكرة الناتو العربي ستصبح واقعا عام 2019.
ويوجد علامة واحدة على التقدّم : دول الخليج تتشارك القدرات حاليا وفي التمارين العسكرية والمناورات المشتركة والعمليات مثل الضربات الجوية للتحالف بقيادة السعودية في اليمن. وقال الخليفة، “نحن نتشارك المعلومات والبيانات باستمرار بين مقاتلات التحالف خلال العمليات، كما أجرينا التمارين والمناورات المشتركة بين دول الخليج، وهذا ما يعزّز قدراتنا.”
ومن جهة أخرى، هناك تحدّيات كبيرة بوجه الناتو العربي. ومن بين هذه التحديات مسألة التوافق العملاني: فهذه الدول الثمانية تقتني أنواعا مختلفة من المنصات العسكرية. مثلا، مصر تشغّلأ مقاتلات Mig-25M الروسية ومقاتلات إق-16 الأميركية، بينما السعودية تشغّل مقاتلات F-15SA الأميركية ومقاتلات اليوروفايتر تايفون الأوروبية بينما تشغّل الإمارات مقاتلات إف-16 الأميركية وميراج الفرنسية وتعاقدت على مقاتلات إف-35 الأميركية.
وردا على سؤال الأمن والدفاع العربي حول مشاركة المعلومات بين منصات مختلفة، قال ريك غروش، نائب رئيس شركة لوكهيد مارتن في الشرق الأوسط، ” عندما تشتري دولة معدّات عسكرية أميركية، يتم التوقيع على تفاصيل محدّدة في العقد. أي لا يمكن لدولة دمج سلاح غير أميركي على سلاح أميركي دون موافقة الحكومة.”
ولكن مشاركة المعلومات ليست المشكل الوحيد بوجه تشكيل الناتو العربي. فالعلاقة المتأزّمة بين قطر والدول الخليجية الأخرى بعد المقاطعة لم تحلّ بعد. السعودية، الإمارات والبحرين قطعت العلاقات مع قطر في حزيران/ يونيو 2017 على شكل مقاطعة برية وبحرية وجوية.
كما تشكّل إيران قلقا في المنطقة. وذكر قائد القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية الفريق جوزيف غواستيلا، إيران تحديدا كتهديد لاستقرار منطقة الخليج، خلال مؤتمر المنامة الثاني للقوة الجوية في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقال غواستيلا، ” تستمرّ إيران بتشكيل تهديد للدول الأخرى وتتصرّف كعنصر مهدّد لاستقرار المنطقة. فتهدف إلى زعزعة ميزان القوى ووضع حياة المواطنين في خطر. وتقوم إيران بمناورات عسكرية تهدف إلى إغلاق مضيق هرمز، و سوء تقدير النية العسكرية سيكون له تداعيات استراتيجية. فأعمالهم موجّهة تحديدا لتهديد إقتصاداتنا.”
وأضاف، ” هناك منفعة من مشاهدة ماذا استطاع أن يحقّق الناتو، والنجاحات التي وصل إليها هذا التحالف كانت الضمانة لاستقرار المنطقة لعقود. هل يمكن لهذه الدروس أن تطبّق هنا في الخليج؟ هل يمكن لتحالف مشابه لدول خليجية متقاربة أن تجتمع بطريقة تحقّق الاستقرار؟ إجابتي هي نعم، وأعتقد أن خطوة الوصول إليها يجب أن تدرس من قبل كل الدول المعنية.”
________________________________