قامت فورمينا باستضافة مؤتمر لأول مرة بالتعاون مع بعثة البرلمان الأوروبي للعلاقات مع دول المغرب في البرلمان الأوروبي في بروكسل في 16 أبريل 2015. وحضر المؤتمر ما يقارب المائة شخص من بينهم عضو البرلمان الأوروبي بيير أنتونيو باننزيري، رئيس البعثة واتحاد المغرب العربي ، حيث تركز موضوع النقاش حول مشاكل تشغيل الشباب في دول المغرب العربي.
وكان من بين الحضور عدد من أعضاء المؤسسات الأوروبية من بينها موظفي جهاز خدمة العمل الخارجي الأوروبي والمفوضية الأوروبية، بالإضافة لباحثين وطلاب من باريس ، كذلك عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي من بينهم فابيو ماسيمو كاستالدو، ميريام دالي، آنا غوميز، جيل ليبرتون، باربرا لوشبيلر، فرناندو مورا باراندياران، بيير أنطونيو بانزيري، جيل بارجنوش، كريستيان دان بريدا، روبرت روشفور، تقية صيفي، سيون سيمون وجانا زاتنانسكا.
تعتبر مشكلة تشغيل الشباب، كما بيّنت توكيا صيفي، الوزيرة الفرنسية السابقة ونائب رئيس البعثة المغربية، بأنه أمر أساسي وحساس للمستقبل السياسي والاجتماعي لكل من المغرب وتونس والجزائر. ودعت فورمينا متحدثين مختصين لشرح المشكلة الأساسية المتعلقة بسوق العمل والبطالة والتعليم والريادة الاجتماعية والصعوبات التي يواجهها الشباب في المغرب بحثاً عن طريق لهم في الحياة العملية.
كما وتحدث أيضاً السيد محمد عبّاد أندلسي، رئيس مؤسسة “إنجاز المغرب”، وهي مؤسسة تدعم التعليم الريادي في دول المغرب العربي والمنطقة المحيطة. واستعرض خبرته فيما أسماه “مدرسة النجاح”، والتي تشمل شركته التي تقوم بتطوير مهارات الشباب بما يتناسب مع حاجة السوق. وشرح الأندلسي شراكة “إنجاز” مع شركاء على مستوى عالٍ كوزارة التعليم وبنك أتيناريوافا، وماستر كارد وويسترن يونيون وأكسا وبوينج. كما وشرح كيف أن لكل من المدربين المتطوعين هدف واحد فقط: وهو تقوية المهارات الإدارية لدى الشباب. وتستفيد الشركات المستثمرة من ذلك لأنها ستكون قادرة على تحسين صورتها بين الشباب وإعطاء معنى حقيقي للتعليم المدرسي أو الجامعي.
وتلاه عبد اللطيف عابد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية في تونس وزير التربية التونسي السابق لتنبيه الجمهور حول مخاطر التي تهدد تونس إذا لم تتم معالجة البطالة في وسط الشباب. وقال: بأن هناك “صلة قوية بين الأمن والاستقرار”. وقال السيد عابد أن انعدام الأمل في عدد كبير من الشباب التونسي العاطل عن العمل، تسبب بشكل غير مباشر في الثورة التونسية من عام 2011 قائلاً: دعونا نتذكر محمد البوعزيزي، البائع المتجول الذي كان يعاني من انعدام الأمن الوظيفي وأشعل النار في نفسه في سيدي بوزيد. يصل عدد العاطلين عن العمل مما يقرب من 600،000 عاطل عن العمل، والذي يشكّل 15٪ من السكان. والمتوقع أن تزيد كل عام، كما تقوم الجامعات بتدريب 80،000 من الخريجين الجدد الذين يعانون من قلة فرص العمل. فالبلاد لا تملك موارد طبيعية وفيرة ولم يتم تقديم الدعم المناسب لتنمية الموارد البشرية منذ الاستقلال.
وفي نهاية المؤتمر عادت السيدة مليكة بوحاص-بوبيكا، للحديث حول الصعوبات التي تواجه تطوير المشاريع الصغيرة في بلدها الجزائر. ووصفت كيف، من خلال تقرير ضخم، أصبحت الفتاة قادرة على إقامة مشروع صغير خاص بها. واتخذت لجنة من أعضاء البرلمان الأوروبي، عقب هذه المحادثات، المنصة لأكثر من ساعة. عرضوا خلالها الصلة بين الوضع في المغرب العربي بصعوبات مماثلة في أوروبا بشأن توظيف الشباب وتطرقوا إلى مكانة المرأة في العالم العربي، بالإضافة إلى قضايا الفساد ودور المصارف، فضلاً عن الحاجة إلى خبرة الشركات قبل الشروع في مثل هذا المشروع بشكل منفرد.
وتأمل فورمينا، بعد هذا النجاح، استضافة أحداث مماثلة في المستقبل القريب مع البرلمان الأوروبي والوفود العربية.