حددت محكمة مصرية جلسة 24 يونيو/تموز المقبل، لنظر أولى جلسات محاكمة الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف السابق، في اتهامه بازدراء الأديان على خلفية تصريحاته الأخيرة بشأن الأقباط.
جاء فى الجنحة المباشرة، أن الشيخ سالم عبد الجليل، ازدرى الديانة المسيحية ووصفها بأنها عقيدة فاسدة، وطالب المحامي نجيب جبرائيل الذي أقام الدعوى بضرورة محاكمة وكيل وزارة الأوقاف الأسبق بتهمة ازدراء الأديان، وتهديد الوحدة الوطنية، وتقويض السلام الاجتماعي والتحريض على قتل المسيحيين، ومناهضة الدولة المصرية.
وتفجرت أزمة الشيخ سالم عبد الجليل بشأن تكفير الأقباط قبل يومين، لتحدث ردود أفعال غير متوقعة مع تمسك عبد الجليل بموقفه، وتأكيده على المحاربة من أجل ما يعتقده.
وعلى الرغم من إصدار عبد الجليل بيانا يوضح فيه موقفه بشأن أزمته الأخيرة، التي هاجم فيها العقيدة المسيحية، واعتذاره لما اعتبره البعض جرحا لمشاعر المسيحيين، إلا أنه تمسك بما اعتبره حكما شرعيا بفساد عقيدة غير المسلمين، قائلا:« إن عقيدتنا فاسدة في تصورهم، وهذا لا يعني استحلال الدم أو العرض أو المال بأي حال من الأحوال، ويجب معاملة غير المسلمين بالبر والقسط «
وقررت قناة المحور بدورها فسخ التعاقد مع عبد الجليل، الذي قدم الشكر لمالك القناة لاستضافته طوال عام ونصف العام لتقديم برنامجه، موضحا أن مسألة إنهاء التعاقد ترجع لرؤية صاحب القناة، وأنه يعذره في قراره.
وأثارت أزمة عبد الجليل المؤسسات الدينية، فقد ناقش مجمع البحوث الإسلامية بجلسته المنعقدة بمشيخة الأزهر اليوم، اليوم الخميس، ما صدر عن الدكتور سالم عبد الجليل من تصريحات بشأن الديانة المسيحية والمسيحيين، حيث أكد المجمع أن ما صدر عنه هو تعبير عن رأيٍ شخصيٍ له، وهو لا يعبر لا عن الأزهر الذي لا يملك تكفير الناس، ولا عن أي هيئة من هيئاته المنوط بها التفسير والتحدث باسمه.
وقرر المجمع أنه لا يمثل الأزهر الشريف إلا الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والقرارات الصادرة من هيئة كبار العلماء مجتمعة، ومجمع البحوث الإسلامية مجتمعا، أو دار الإفتاء فيما تصدره من فتاوى تلتزم بالأصول الإسلامية، التي لا خلاف عليها في الأزهر الشريف وبين علمائه.
وأكد المجمع على أن ما صدر من الدكتور سالم عبد الجليل لا يعبر عن الأزهر الشريف، الذي يحرص كل الحرص على البر والمودة والإخوة مع شركاء الوطن من الإخوة المسيحيين، كما أمر بذلك القرآن الكريم، ويهيب بالمتحدثين في الشأن الديني ألا يكونوا أدوات تستغل لإحداث الفتن وضرب استقرار المجتمع، كما يهيب بالجميع أن يلتزموا بقيم الإسلام ومبادئه وأحكامه، وأدب خطابه.
فيما أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الشيخ سالم عبد الجليل ليس له علاقة بالأوقاف لا من قريب أو بعيد فهو مستقيل، لافتا إلى أنه لن يسمح له بصعود المنبر حتى يبدي اعتذارا واضحا وتصحيحا لما قال.
وأضاف وزير الأوقاف، في تصريحات إعلامية، أن من يثير فتنة وبلبلة لن يسمح له بصعود المنبر، ويجب على الفضائيات ألا تستضيفه أو تسمح له بمداخلة، مشيرا إلى أنه ليس من الحكمة تناول عقائد الآخرين أيا كانت، والعاقل يعمل على ما يجمع ولا يفرق، موضحا أن ما يفترض الحديث فيه هو المشتركات الإنسانية بين الأديان.
كما أكدت وزارة الأوقاف، في بيان صحفي، أن عبد الجليل، مستقيل ولا علاقة له بالأوقاف، وأنها قررت منعه من صعود المنبر ما لم يصحح ما أثارته تصريحاته من قلق وتوتر، ويتعهد صراحة بعدم التعرض لعقائد الآخرين، حيث إن الحديث عن مثل هذه القضايا لا يخدم ترسيخ أسس المواطنة والتعايش السلمى والسلام المجتمعى، ونبهت الوزارة على مديرى المديريات والإدارات متابعة تنفيذ القرار
وكان الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، فجّر موجات من الجدل، بعد تداول مقطع فيديو من حلقته الأخيرة لبرنامجه التليفزيوني بإحدى القنوات الفضائية، موجة واسعة الجدل بسبب تناوله للأديان الأخرى في أثناء تفسير القرآن، حيث تعرض الداعية للدين المسيحي، بأقوال اعتبرها كثيرون ومتابعون، تأتي في إطار ازدراء الأديان.
________________________________